خداع التوازن الزائف: تواطؤ الإعلام الغربي في تبييض جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة
Home | Articles | Postings | Weather | Top | Trending | Status
Login
Arabic: HTML, MD, MP3, TXT, Czech: HTML, MD, MP3, TXT, Danish: HTML, MD, MP3, TXT, German: HTML, MD, MP3, TXT, English: HTML, MD, MP3, TXT, Spanish: HTML, MD, MP3, TXT, Persian: HTML, MD, TXT, Finnish: HTML, MD, MP3, TXT, French: HTML, MD, MP3, TXT, Hebrew: HTML, MD, TXT, Hindi: HTML, MD, MP3, TXT, Indonesian: HTML, MD, TXT, Icelandic: HTML, MD, MP3, TXT, Italian: HTML, MD, MP3, TXT, Japanese: HTML, MD, MP3, TXT, Dutch: HTML, MD, MP3, TXT, Polish: HTML, MD, MP3, TXT, Portuguese: HTML, MD, MP3, TXT, Russian: HTML, MD, MP3, TXT, Swedish: HTML, MD, MP3, TXT, Thai: HTML, MD, TXT, Turkish: HTML, MD, MP3, TXT, Urdu: HTML, MD, TXT, Chinese: HTML, MD, MP3, TXT,

خداع التوازن الزائف: تواطؤ الإعلام الغربي في تبييض جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة

حتى 4 يوليو 2025، الدمار في غزة لا يمكن تصوره. يُقدَّر أن ما بين 270,000 إلى 378,000 فلسطيني قد لقوا حتفهم منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الأخير - رقم يفوق بكثير الـ 57,000 حالة وفاة مباشرة المبلغ عنها رسميًا، والتي بدورها محدودة بسبب الجثث المدفونة تحت الأنقاض والمناطق غير القابلة للوصول. ومع ذلك، في مواجهة هذا القتل الجماعي غير المسبوق، تستمر وسائل الإعلام الغربية الرئيسية في تقديم رواية مشوهة بشكل فاضح تحت ستار “التوازن” و”الموضوعية”. هذه الحيادية المزعومة ليست سوى تواطؤ. من خلال إعطاء وزن متساوٍ لدولة محتلة مسلحة نوويًا وشعب محاصر بلا دولة تحت الحصار والقصف، تصبح المنظمات الإعلامية مشاركين نشطين في تبييض العنف الإبادي.

إحصاءات مكبوتة وتغطية عدد القتلى

الأرقام تحكي قصة ترفض وسائل الإعلام مواجهتها. قدرت دراسة نُشرت في The Lancet في يناير 2025 أكثر من 64,000 حالة وفاة مباشرة بحلول منتصف 2024، مشيرة إلى أن هذا الرقم يمثل نقصًا بنسبة 41%. وفي وقت لاحق، نظرًا للوفيات غير المباشرة الناتجة عن الجوع والمرض وانهيار البنية التحتية، تم تقدير إجمالي عدد القتلى بما يصل إلى 186,000 بحلول يوليو 2024. مع الأخذ في الاعتبار التصعيد المستمر منذ ذلك الحين، فإن النطاق الحالي من 270,000 إلى 378,000 ليس تخمينيًا - بل هو مؤسس على نماذج تاريخية للوفيات الزائدة في مناطق الصراع. ومع ذلك، تتمسك وسائل الإعلام برقم وزارة الصحة في غزة المحدود، وتشكك في مصداقيته من خلال وصفه بأنه “تديره حماس”، متجاهلة سجل الوزارة الطويل في الدقة خلال الهجمات الإسرائيلية السابقة. هذا التقليل المتعمد من التقرير يخفف من حجم الكارثة ويؤخر الغضب العالمي.

الدعاية الفظيعة والقصص المرعبة المفنّدة

الجريمة الصحفية ليست مجرد إغفال بل تحريف. في بداية الحرب، رددت عناوين عالمية قصصًا مرعبة وغير موثقة: 40 رضيعًا مقطوعة رؤوسهم، رضيع خُبز في فرن، جنين قُطع من رحم أمه. تم نشر هذه الادعاءات على نطاق واسع من قبل السياسيين وتضخيمها دون نقد من قبل وسائل إعلام مثل CNN وSky News، وكانت بمثابة ذرائع عاطفية لحملة إسرائيل الانتقامية. كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه ادعاء قطع الرؤوس في خطاب عام. لم يثبت أي دليل أيًا من هذه الادعاءات. حتى الحكومة الإسرائيلية اعترفت لاحقًا بأنها لا تستطيع تأكيدها. ومع ذلك، حتى اليوم، لم تصدر العديد من هذه المنافذ تصحيحات رسمية. بعضها لا يزال يشير إلى الادعاءات المفنّدة كما لو كانت حقائق.

هذه ليست صحافة. هذه دعاية فظيعة - آلية لتبرير القتل الجماعي وإسكات المعارضة. عندما تُعطى القصص المرعبة غير الموثقة وقتًا بثًا فوريًا وغير نقدي بينما تُعامل جرائم الحرب الإسرائيلية الموثقة بشكوك أو تُقلل من شأنها تمامًا، يظهر نمط: نزع الإنسانية عن الفلسطينيين وحماية الإفلات الإسرائيلي من العقاب.

التحيز المؤسسي والتواطؤ الإعلامي

طبيعة هذا التحيز النظامي واضحة. قامت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تحت إشراف محرر الشرق الأوسط رافي بيرغ، بدفن محتوى استقصائي مثل غزة: الأطباء تحت الهجوم، فقط ليتم إنقاذه بواسطة منافذ أكثر شجاعة مثل Channel 4. استمرت CNN في بث الادعاءات الإسرائيلية بعد فترة طويلة من دحضها، حتى متجاهلة الاعتراضات الداخلية، كما وثّق فيلم Failing Gaza لقناة الجزيرة. فرضت مؤسسات إعلامية أمريكية مثل The New York Times سياسات تحريرية أورويلية تحظر كلمة “إبادة جماعية”، حتى عندما وجدت المحكمة الدولية للعدل أن قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بشأن الإبادة الجماعية معقولة. تمتلك تكتلات إعلامية أوروبية مثل Axel Springer حصصًا مالية في اقتصاد المستوطنات غير القانونية، وتستفيد مباشرة من النهب بينما تشكل التغطية من خلال فروعها مثل Politico.

إسكات الشهود: حرب على الصحافة

يضاف إلى فراغ الإعلام، منعت إسرائيل جميع الصحفيين الأجانب من دخول غزة منذ بداية هجومها، مما يضمن أن التقارير المباشرة الوحيدة تأتي من الصحفيين الفلسطينيين تحت الحصار. دفع هؤلاء المراسلون المحليون الثمن الأقصى لتغطيتهم - حوالي 250 قتلوا على يد القوات الإسرائيلية، وهو عدد القتلى يشمل أولئك الذين تم تحديدهم بوضوح كصحفيين. من خلال القضاء على الشهود وإسكات الأصوات المستقلة، تضمن إسرائيل أن روايتها تهيمن على السرد العالمي.

التوازن الزائف: أداة التضليل

ما يربط هذه الحالات ليس مجرد التحيز بل الهندسة المتعمدة. التوازن الزائف ليس إطارًا محايدًا - إنه أداة تضليل. كما كان يُقدَّم منكرو تغير المناخ إلى جانب علماء المناخ، وكان يُعطى لمعارضي التطعيم منصات ضد الإجماع الطبي، يتم دفن الإبادة الجماعية في غزة تحت مظلة التكافؤ الزائف بين المحتل والمحتلين. لكن هذا ليس نقاشًا. إنه مذبحة من طرف واحد، مع أكثر من ربع مليون فلسطيني ميت، مقارنة بجزء صغير من هذا العدد على الجانب الإسرائيلي.

تكلفة التواطؤ

عواقب هذا الخداع هائلة. إنه يؤخر العمل الدولي. يسمح للجناة بالتصرف دون عقاب. يمحو معاناة شعب بأكمله تحت الحصار. يشجع على الجرائم المستقبلية. يجب على وسائل الإعلام الغربية التخلي عن تظاهرها بالحياد، ومواجهة واقع أفعال إسرائيل في غزة، وتصحيح السجل بشأن الأكاذيب المصنعة التي ساعدت في نشرها. دماء غزة تطالب بما لا يقل عن ذلك.

البقاء صامتًا - أو الأسوأ، البقاء “متوازنًا” - هو الوقوف إلى جانب الإبادة الجماعية.

Impressions: 8